تجربتي في التخلص من الإدمان الرقمي

صباح الخير يا أصدقاء كيف حالكم ، أتمنى أن تكونوا بخير ، هذه أول تدوينة في تحدي التدوين لمدة اسبوع ، انطباعي عنها اليوم : (يبدو أن التدوين فجرًا أمر ممتع) 

في هذه التدوينة ، شاركتكم عن علاقة الإدمان التي كانت تربطني بالعالم الافتراضي وكيف اخترت إنهاءها ، (على أمل ألا يكون هذا القرار مجرد قرار مؤقت)

بالعادة ابدأ يوم عملي بتحضير قهوتي وأدخل إلى مكتبي

اشغل جهاز الكمبيوتر الخاص بي، واجلس ؛ آخذ نفسًا عميقًا: لقد حان الوقت لبدء العمل.

افتح صفحة فارغة لبدء كتابة قائمة مهام عملي لليوم وابدأ بالكتابة:

الرد على الإيميلات ورسائل العملاء في الواتس أب – أول ربع ساعة

تسليم التصميم النهائي للشعار (تجهيز الملف + إرساله للعميل): 09:00 ص

إرسال ملفات الفعالية للطباعة (تجهيز الملف المعتمد للطباعة + التواصل مع المطابع لشرح المطلوب طباعته + إرسال الملف): 09:17 ص

حضور اجتماع سريع عبر تطبيق زوم : 10:00 ص

إكمال هوية المقهى: 11:00 ص

تصميم افتراضي للوحة محل حلويات باسم حلويات لبنى وإرساله للعميل: 12:00 م

إرسال الكروت للمراجعة والإعتماد (تجميع الكروت في ملف واحد + إرساله للمراجعة): 01:00 م

استلام خطة محتوى السوشيال ميديا من فريق التسويق ومناقشتها 02:30 م 

(وأحدد وقت انتهاء افتراضي لكل مهمة اسجله بجانبها – هذه قائمة مهام أحد الأيام الماضية)

وابدأ بالمهمة الأولى؛ وبدلاً من إنهائها في الوقت المحدد ، أجد نفسي اقلب في صفحات التواصل الاجتماعي ، مما يؤدي إلى تأخر المهمة الأولى بدون أن أشعر وبذلك تتأثر باقي مهام يومي أيضًا ..

انستقرام ، سناب شات ، تويتر ، فيس بوك ، وأيضًا الواتس أب وغيرهم الكثير

في غضون بضع سنوات فقط ، أصبحت هذه الرموز الملونة الصغيرة رفقاء أيامنا هذه.

غالبًا ما ننقر عليها بدون تفكير ، ونجد أنفسنا نقضي وقتًا أطول بكثير في التنقل بينهم ؛ أكثر مما تخيلناه في البداية.

لماذا من الصعب علينا تكوين علاقة معتدلة مع وسائل التواصل الاجتماعي؟

منذ ثلاث سنوات تقريبًا في نهاية شهر رمضان المبارك قررت أخذ إجازة من وسائل التواصل الإجتماعي مع إجازة العيد وقمت بحذف جميع التطبيقات بدون استثناء وتسجيل الخروج من حساباتي في جميع الأجهزة

لمدة ثلاث أسابيع من نهاية رمضان حتى بعد العيد.

لقد مر وقت طويل منذ آخر إجازة أخذتها (أعني إجازة لا أعمل فيها حقًا ) ، رغم مايثير سخطي – أن الأسبوع الأول كان مليئًا بالكثير من العمل الذي يتعين علي إكماله ، ولكن نجحت بالحصول على وقت فراغ للأسبوع الثاني والثالث – وقضيت معظم وقتي في العبادة والقراءة والكتابة وقضاء وقت مع العائلة واحتفالات العيد والخروج ، بصرف النظر عن تلك الأيام الأولى المزدحمة ، كانت عطلة مثالية بالنسبة لي.

لقد كانت كذلك لأنني تمكنت من قطع الاتصال بالعالم الافتراضي ؛ هذا يعني أني لم أعد أقضي ما يقرب من ساعة في التقاط صورة ومعالجتها ثم نشرها وهذا يعني أيضًا أني لم أقضي أيامي في وضع ثابت أمام شاشة الكمبيوتر لساعات طويلة ، أعمل وأيضًا أتفحص رسائل الايميل والواتس أب كل عشر دقائق وأتفقد الانستقرام والسناب وغيرهم ، لقد كان عزل نفسي عن وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة نصر صغير لي.

(ماساعدني في ذلك أني أخذت إجازة من عملي ؛ حيث أن عملي كان يعتمد على هذا التواصل الافتراضي مع العملاء اعتمادًا كليًا)

رغم أني استمتعت جدًا بهذا الانعزال ، ولكني عدت بمجرد انتهاء الإجازة فهو أمر لا مفر منه ..

فأنا ووسائل التواصل الاجتماعي لدينا تاريخ معقد لفترة طويلة ، ولكن رغم كل شيء لا ننكر إيجابياتها : بالنسبة لي ، كونت فيها صداقات رائعة ، وتواصلت مع أصدقائي ، حصلت على المعلومات المختلفة وتعلمت الكثير – باختصار ، استفدت كثيرًا منها في مجال العمل والمطبخ والحياة عمومًا ..

لكن ، لنكن صادقين ،  قضاء الكثير من الوقت على هاتفنا لا يعني بالضرورة أنه مفيد لنا ؛ فالآثار التي يمكن أن تحدثها وسائل التواصل الاجتماعي على صحتنا العقلية وحتى الجسدية عديدة وتحوي الكثير من السلبية والوقت الضائع ..

بالنسبة لي ، على وجه الخصوص ، الشبكات الاجتماعية ، أصبحت نوعًا من الإدمان .

ومثل أي إدمان ، كل صباح كان أول ما أفعله عندما أستيقظ هو التقاط هاتفي وتصفح الإنستقرام أقوم بالتمرير فيه إلى مالانهاية وأرسل الإعجابات والتعليقات ، وافتح رسائل الواتس أب وأرد عليها ، وانتقل للسناب وأشارك صورة وأتنقل هنا وهناك لدقائق وربما ساعات ..

حتى أدركت بسرعة شيئًا واحدًا: لم يكن الوضع طبيعيًا ولم يسعدني ، لأنه إذا سمح لي الإنترنت بالتبادل والمشاركة ، فقد عرضني أيضًا للتوتر بشكل يومي وأضاع وقتي ،، قلت لنفسي ، بالتأكيد لا ، لن أسمح بذلك ، لا يمكن أن تستمر الأمور هكذا

عين واحدة في الواقع ، وعين أخرى على شاشتي الصغيرة . لذلك كنت أقاتل نفسي لبعض الوقت لوضع حد لعلاقة الادمان هذه ..

جربت كل شيء: قطع الاتصال بشبكة الـ wifi ، أو عمل نسيان للشبكة من أجهزتي كلها ، أو حذف التطبيقات من هاتفي ، أو استخدام تطبيقات التركيز أو برنامج حظر التطبيقات . ومع ذلك ، تعلمت تدريجياً تجاوز الحواجز التي وضعتها لنفسي؛ أعدت الاتصال بالانترنت ، إذا قمت بإلغاء تثبيت التطبيقات فلا يزال بإمكاني الوصول إليها من خلال Safari. باختصار ، لم أفلح في ذلك.

كان أسوأ جزء في الأمر أنه ، نتيجة لذلك ، لم يكن لدي وقت لأي شيء ، مع ضغط عملي ، قضيت معظم وقت فراغي في وسائل التواصل الاجتماعي.

لم يكن لدي الوقت لأي شيء آخر ، لا وقت للهوايات سواء – الرياضة أو الرسم أو الكتابة لا وقت للقراءة أو تعلم شيء جديد لا وقت للاهتمام بنفسي ؛ لا وقت لشيء حقًا ..

بين الانسحاب والانتكاس تم الخروج من الإدمان

إذا كنت أتحدث عن كل هذا في زمن الماضي ، فلا تخطئ؛ لأنه إذا “انسحبت” من الشبكات الاجتماعية وأصبح استعمالي لها معتدلاً أو حتى نادرًا، فسيظل هذا الانسحاب حديثًا ومن السهل بالنسبة لي “الغوص مرة أخرى فيه”. ومع ذلك ، لدي انطباع بأن التدريج الذي قمت به ساعدني كثيرًا ، وسمح لي بالانسحاب الذي لم يكن مفاجئًا للغاية ولا مستحيلًا في لحظتها .

ففي السنتين الأخيرة ، مع عبء العمل الهائل ، وانشغالي مع أبنائي بدأت بتقليل استهلاكي للشبكات الاجتماعية بشكل كبير؛ لدرجة أني قللت من زياراتي اليومية إلى ثلاث ، بضع دقائق في كل مرة ، ثلاث مرات في اليوم ، قد يبدو هذا كثيرًا ، ولكن بالنظر إلى مستوى الاستهلاك الذي وصلت إليه ، أؤكد لكم أنه ليس كثيرًا ، ثم أصبحت أقضي نهاية الاسبوع بدون انترنت ، ثم أصبحت أخصص يومًا واحدًا من اسبوعي لتصفح هذه التطبيقات والتواصل مع العالم ، ثم جاءت الإجازات والأعياد ، التي قررت فيها تكرار حذف جميع التطبيقات واستمر ذلك لثلاثة أشهر   

فلا شيء افتقدته حقًا عندما قطعت الاتصال بهذا العالم ، كنت قد قمت بالفعل بإيقاف اشعارات هاتفي منذ فترة طويلة وهذا ماساعدني حقًا إلى جانب التدريج الذي قمت به

هل فاتني شيء؟ مطلقًا ، على العكس أصبح كل شيء في حياتي رائعًا وهادئًا وبطيئًا ، لقد بدأت في الحصول على الوقت الذي كنت أحتاجه ،أصبح لدي الوقت للقراءة والكتابة والتجول ، قضيت فترات الراحة في أحلام اليقظة ، أو قراءة المقالات أو تعلم لغة جديدة أو تدريبات الرسم الرقمي أو التلوين ، عندما استيقظ في الصباح ، بدلاً من التنقل بين التطبيقات ، أصبحت اقرأ في سريري قرأت والتهمت عشر روايات في غضون أيام قليلة ، كما أنني التقطت صورًا دون أن أفكر مثل العادة  “هل ستبدو هذه الصورة جيدة على انستقرام والسناب ؟”. ذهبنا إلى المطعم بدون أن أقوم بإخراج هاتفي لتخليد عشائنا ؛ كان زوجي يتضايق حقًا من حركتي تلك “كأني أقول توقف لا تأكل التصوير أولاً” دائمًا ماكان يرمقني بنظرة تجعلني أبدو كالأطفال ههههههه ، وفوق كل شيء ، لم أشعر بالهدوء الشديد هذا لفترة طويلة.

العودة بعد الانقطاع

 كان هدفي الأساسي أن يكون لدي استخدام معتدل ، وقبل كل شيء ، متحكم فيه.

بفضل الانقطاع عن العالم الافتراضي الذي حصلت عليه ، أخذت قسطًا من الراحة التي بدورها غيرت شيئًا بداخلي.

لم أعد أشعر بالحاجة الملحة لالتقاط هاتفي والتحقق من التطبيقات ، والتمرير إلى ما لا نهاية أمام حياة الناس ، أو التحقق من تطور الإعجابات والمشاهدات مع كل منشور أو قصة أشاركها.

وأحيانًا أنسى أن تلك التطبيقات محملة بهاتفي أو حتى أنني شاركت العالم قصة أو شيئًا ما ، ما أفعله الآن هو أخذ الكتاب من طاولة سريري عندما أستيقظ ، أو قراءة مقال كامل عندما أريد أخذ قسط من الراحة ، أو القيام بالرسم أو التلوين عندما أشعر أني أفقد تركيزي .

باختصار ، لقد تبنيت عادات جديدة وأعتقد أن هذا ما غير كل شيء.

الكثير من الأشياء الإيجابية تبعت هذا التغيير؛ وفوق كل شيء ، أصبح لدي المزيد من الوقت للقيام بذلك.

في الختام

لقد تحدثت هنا عن تجربتي الشخصية في التخلص من إدمان الشبكات الاجتماعية ، وأدرك تمامًا أن الإنترنت والشبكات الاجتماعية قد منحتني وما زالت تمنحني الكثير من الأشياء الجيدة؛ أنا من أختار وضع كلمة “إدمان” على ما يميز علاقتي معها ، وأنا من تضايق من كثرة استعمالي لها ؛ أعلم أن هذه ليست تجربة الجميع ولا أريد أن أقول أنه يتعين عليك قطع الاتصال بأي ثمن ، ولا أننا كنا نعيش بشكل أفضل قبل الانترنت.

ومع ذلك ، يجب أن تعلم أنه لم يتم تصميم هذه الشبكات بحيث يكون لدينا استعمال معتدل لها وإدراك هذا هو بالفعل خطوة كبيرة.

ستتعلم كيف تقدّر اللحظات المميزة ، فنحن البشر نميل دائمًا إلى التفكير في المستقبل وعدم إعطاء الحاضر الاهتمام الذي يستحقه ، هناك الكثير من الأشياء المدهشة التي يمكن أن تحدث لنا كل يوم ، ربما نفقدها لأننا مشغولون للغاية في الهوس بحياة الآخرين بدلاً من الاعتزاز بلحظاتنا الخاصة . في المرة القادمة التي يحدث فيها شيء رائع معك ، لا تلتقط هاتفك لتصويره ونشره ، فقط كن هناك واستمتع به.

أخيرًا ، ستكسب المزيد من وقت الفراغ ، كم مرة تمنيت لو كان لديك المزيد من الوقت لنفسك؟

في المتوسط ، يقضي الشخص ما يقرب من ساعتين يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي ، وهو الوقت الذي يجب أن يقضيه في أنشطة أكثر إنتاجية وفائدة ، فقط فكر في تخصيص هاتين الساعتين لشيء إبداعي ، سوف تملؤك وتجعلك تشعر بتحسن عشرات المرات!

اذا كنت مترددًا أنصحك بمشاهدة الفلم الوثائقي المعضلة الاجتماعية على نتفليكيس لتعرف المزيد عن هذا العالم الذي نتعامل معه “ارفقت إعلان الفلم”

أيضًا قد يساعدك كتاب “كيف تقطع علاقتك بهاتفك“-كاثرين برايس

وإذا شعرت بالحاجة ، صدقني ، قطع الاتصال ليس بهذه الصعوبة

انتهى ، دمتم بخير

angleeta

رأيان حول “تجربتي في التخلص من الإدمان الرقمي

اضافة لك

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

إنشاء موقع على الويب أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: