تحكم في الحاضر

“من يتحكم في الماضي ، يتحكم في المستقبل ، ومن يتحكم في الحاضر ، يتحكم في الماضي”

جورج أورويل، 1984

هل شعرت وأنت في منتصف اجتماع مهم بأن عقلك لا زال يفكر في المناقشة التي أجريتموها الأسبوع الماضي؟. 

هل مرت عليك لحظات شعرت فيها بأن الشهر قد مر بلمح البصر وبالكاد تتذكر ماحدث فيه؟.

أو هل حصل أن قمت بتأجيل أشياء مهمة في انتظار اللحظة المناسبة التي لم تأتِ أبدًا؟.

يحدث هذا كثيرًا لنا ، وإحدى أسهل الطرق للخروج من هذه المواقف هي التركيز على اللحظة الحالية.

فيما يلي أربع نصائح لمساعدتك على ذلك:

ركِّز على التنفس

التنفس هو أبسط وأقوى وسيلة للبقاء حاضرًا في جميع الأوقات (لا يمكننا أن نتنفس في المستقبل أو الماضي) ولكن نظرًا لأن التنفس يأتي بشكل طبيعي ، فإننا لا نميل إلى الاهتمام به.!

 عندما تأخذ الوقت الكافي للتنفس حقًا ، فإن ذلك سيهدئ عقلك وجسدك

فكر في الأمر في المرة القادمة التي تقوم فيها بنشاط ما ، أو بدأت تشعر بالتوتر ؛ خذ أنفاسًا عميقة وبطيئة أو خذ بضع دقائق من يومك للتركيز على تنفسك ، بذلك يصبح من الأسهل عيش اللحظة على مدار اليوم.

تَحكَّم في طاقة عقلك

هناك أوقات في الحياة تلعب فيها الطاقة العقلية دورًا أكثر أهمية من أي أداة أخرى ، على سبيل المثال ، شخص يستعد لمسابقة أو رجل أعمال عليه حل مشكلة عمل خطيرة قد تؤدي به إلى خسارة كبيرة.

في هذه اللحظات الحاسمة ، يمكن أن تخيم المشاعر على المشهد ، وتلغي تأثير التحضير وتؤثر على الأداء النهائي. 

فنحن غالبًا ما نهدر الكثير من وقتنا وطاقتنا في تحليل الماضي أو إعادة إحيائه و تذكره ، أو التفكير الكثير في المستقبل

يجب أن تعلم بأن العقل مجرد وسيلة لجمع البيانات وتخزينها في الذاكرة ومن ثم تتحول لأفعال وأوامر من المفترض أن تحدث في الحاضر فقط، لكن الإنسان يستعملها ليفكر في الماضي والمستقبل؛ فيكون حاضرًا جسديًا وغائبًا ذهنيًا

يقترح ايكهارت تول مؤلف كتاب قوة الآن تمرينًا بسيطًا يسمح لك بتجربة حالة الذهن الواعي.

عندما تفكر بأشياء كثيرة في نفس الوقت وبدون وعي أغلق عينيك واسأل نفسك:

“ما الفكرة القادمة التي سأفكر بها ؟”

بمجرد طرح السؤال ، من الضروري انتظار الإجابة عن هذا السؤال حتى تحصل على المسافة الزمنية الكافية لكي تنتقل من العقل اللا واعي إلى العقل الواعي ، فتكون أكثر وعيًا للفكرة التي تراودك.

ما يحدث عادة هو أنه طالما بقينا واعيين ، لا تنشأ أية أفكار ، بذلك تلغى الضوضاء المميزة للأفكار التي تزاحم أذهاننا.

إذا تم تطبيق هذا المبدأ البسيط يوميًا من خلال التركيز على اللحظة الحالية ، فإنه قادر على القضاء على العديد من الأفكار والمخاوف الغير ضرورية التي بناها الجزء الأقدم من أذهاننا ؛ وهو الجزء الذي لديه مهمة حمايتنا من الأخطار المحتملة من البيئة المحيطة بنا.

استمتع بالرحلة

غالبًا ما ننشغل في تحقيق هدف ما لدرجة أننا ننسى الاستمتاع بتلك الرحلة ، وكما يُقال دائمًا “ما يهم هي الرحلة وليست الوجهة“ ، فعندما نصل أخيرًا إلى أهدافنا ، غالبًا ما نبدأ في التفكير بهدف آخر وتبدأ الرحلة من جديد ،،، لذلك اللحظة الحالية هي اللحظة الوحيدة التي لدينا للاستمتاع

قدِّر اللحظات الصغيرة

الأطفال بارعون في إيجاد الفرح في أي شيء ، وأعتقد أن هذا هو أفضل شيء على الإطلاق ؛ ماذا لو أصبحنا مثلهم؟ في المرة القادمة التي تقوم فيها بركوب الدراجة أو الرسم أو المشي أو الاعتناء بنباتاتك ؛ حاول التفكير في اللحظة الحالية وتقدير ما يحدث من حولك ؛ إنها فرصة للإبطاء والاستمتاع بالحياة

عندما تعيش اللحظة ، فإنك تحول اللحظات العادية إلى لحظات ثمينة

في النهاية: في تحدي هذا الشهر اختر وقتًا خلال اليوم لأخذ قسط من الراحة. 

واشرب شيئًا تفضله ، وابدأ بأخذ أنفاس عميقة ، تخلص من الماضي ولا تفكر بالمستقبل ، حدد هدفًا وامشي بوعي في كل خطوة من الرحلة التي تنتظرك.

وتذكَّر دائمًا اللحظة الحالية هي اللحظة الوحيدة التي نمتلكها

وأكثر من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجَالِ) فالهَمُّ: هو ما يصيب الإنسان من ضيق يحدث له بسبب أمرٍ سيء متوقع أن يحصل له في المستقبل، والحزَن: ما يصيب الإنسان من ضيقٍ فيما حدَث له في الماضي، أو يحدث في الحاضر ..

وأخيرًا يا أصدقاء هذا كان التحدي الثالث – تحدي شهر أغسطس (عش اللحظة)

لفهم فكرة التحدي وتحميل ملف التتبع

اقرأ التدوينة الأساسية (ست تحديات لستة أشهر)

.. كونوا بخير ..

angleeta

3 رأي حول “تحكم في الحاضر

اضافة لك

أضف تعليق

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑